معجزة فى القداس الأخير للمتنيح الأنبا مكاريوس

مثلث الرحمات المتنيح الأنبا مكاريوس هو أسقف قنا و دشنا و قوص و نقادة و البحر الأحمر  .. أقدم لكم اليوم جزءاً من القداس الأخير له و الذى تنيح فيه ، و يظهر بوضوح كرامة الجسد المقدس (جسد الرب يسوع المسيح) ، وهو القربانة بعد أن تحولت إلى جسد إلهنا و مخلصنا يسوع المسيح ، كثيراً من ضعاف الإيمان أو المشككين فى مسيحيتنا لا يؤمنوا بهذا السر العظيم .. سر التناول . على الرغم من أن السيد المسيح قد ناول تلاميذه من جسده و دمه : “واخذ خبزا وشكر وكسر واعطاهم قائلا هذا هو جسدي الذي يبذل عنكم.اصنعوا هذا لذكري. وكذلك الكاس ايضا بعد العشاء قائلا هذه الكاس هي العهد الجديد بدمي الذي يسفك عنكم.” (لوقا 20 : 19-20).

ما قصة هذا القداس الأخير ؟

فى بساطة شديدة لقد كان يرفض المتنيح تصوير قداساته فيديو ..  وفى الأيام السابقة مباشرة لنياحته أعلم بعض أحبائه أنه سيرحل قريبا ويذهب الى صديقه وشفيعه القديس مرقوريوس أبو سيفين، وفى اليوم السابق لنياحته ظهرت له سيدة الكل أمنا العذراء مريم معلنه له عن ميعاد أنتقاله إلى السماء، و طلبت منه أن يسجل القداس فيديو .. فطلب من أحد الخدام أن يأتى فى صبيحة الأحد ومعه كاميرا الفيديو لتصوير القداس الذى سيقيمه فى هذا اليوم .

وأخذ يصلى القداس الاغريغورى كعادته بطريقته البطيئة وصوته الرخيم، حتى وصل الى مقدمة القسمة يامن بارك- يامن قدس- يامن قسم وهنا يفصل الكاهن القربانه ويضع ثلثها على الثلثين مثال الصليب ويقول” يا من أعطى تلاميذه القديسين ورسله الأطهار فى ذلك الزمان الأن أعطنا وكل…” وفيما يقول كلمة “كل” وعند اللحظة سقط الأنبا مكاريوس وبيده الجسد المقدس وأسلم روحه المقدسة وعلى التو وفى الحال اجتمع حوله الشمامسة والكهنة والشعب وبعد برهه أعلن وفاة الأنبا مكاريوس وكل ذلك وكاميرا الفيديو تسجل هذا الحدث الحزين. بعد ذلك عندما أعيد مشاهدة الفيلم بالطريقة البطيئة خاصة أثناء سقوطه لوحظ العجب وهو أن الأنبا مكاريوس عندما سقط كان ممسكا فى تلك اللحظة بالطبع الجسد المقدس، فشوهد بالفيديو أن القربانة( الجسد الذى انفلتت من بين يديه لترجع وتستقر داخل الصينية بطريقة معجزية فشوهدت يد صغيرة تحمل الجسد المقدس وتضعه على الصينية لعلها يد الملاك حارس الذبيحة.

دقق النظر جيداً على يد الأنبا مكاريوس و خروج القربانة المتحولة إلى جسد إلهنا و مخلصنا يسوع المسيح عن حافة المذبح .. ثم صعودها مرة أخرى بدون أن تسقط مخترقة قانون الجاذبية و المعرفة البشرية.

وقد تكلمت الأم إيرينى عن الأنبا مكاريوس قائلة :

كان قديس كبير لكن قداستة مش ظاهره قوى وكان طيب وفى نفس الوقت حكيم وكان بسيط ومتضع جداً مع انه أسقف إلا أنه منكر لذاته يحب ربنا ويكمل قانون صلواته وميطانياته مهما كان مريض أو كبر سِنه وكان صريح وواضح وإللى فى قلبه على لسانه ويعمل رحمه كتير ويعطف على الكهنه وكان بيبنى كنيسه على أسم الست العدرا وطلب ربنا لا تأخذنى إلا لما أكرسها وخذنى وأنا بصلى القداس والرب أعطاه سؤل قلبه المهم أنه مرة جاتله أزمه قلبية شديده وفارقت روحه جسده وشاف القديس الجسد نايم ( الجسد المائت ) وإتاخد بزفة من الملايكه وأستقبله من القديسين الكبار الأنبا أنطونيوس والثلاث مقارات القديسون والأنبا باخوميوس والأنبا شنوده وفى نصف السكة وهم طالعين إعترضت الزفة ستى العدرا وبسطت يديها وقعدت تصلى يا إبنى وإلهى العظيم لك القدره والمجد والعظمه أنت قادر على كل شىء لو أرددت ترجع روح الأنبا مكاريوس لجسده لأنه طلب منى لا يتنيح إلا لما يكرّس الكنيسة إللى بيبنيها على إسمى فسمع الجميع صوت قوى فيه رنين يقول ! أمين هكذا يكون والملايكه دخّلوا روحه فى جسده وأحس بصعوبه كبيرة وتاماف إيرينى كانت هتسافر تحضر جنازة الأنبا مكاريوس فهو أب إعترافها وتعزه جداً وقبل ما تسافر جالها تليفون مين بيتكلم ؟ أنا مكاريوس وحكى لها وقال أول واحدة أكلمك قلت ألحقك قبل ما تيجى وتحضرى جنازتى المهم بعد ما كرّس الكنيسة وهو بيصلى القداس عند القسمة تنيح وكان ماسك بالقربانة المتحوله لجسد الرب ولما وقع على الأرض المفروض القربانه تقع كمان لكن إرتفع جسد الرب بقوة إلاهية ونط فى الصينيه وهذا واضح فى فيلم نياحه الأنبا مكاريوس .. بعد نياحة الأنبا مكاريوس كان أحد أولاده يبكى عليه بحراره وكان عنده إلتهاب شديد فى المراره يسبب له مغص صعب قوى لم يستطع النوم طوال الليل رغم تناوله للمسكنات والمضادات الحيويه وكان يبكى أبيه المتنيح الأنبا مكاريوس وفى الصباح وقف يصلى حوالى الساعه العاشره وإذا ملاك الرب يظهر له قائلاً لماذا تبكى على الأنبا مكاريوس ؟ تعالى سوف آخذك إلى الفردوس لترى مقدار المجد إللى فيه الأنبا مكاريوس فلا تبكى عليه مره أُخرى طلعوا إلى الفردوس فى مكان جميل مليان خضرة ليس لها مثيل وليس لها حدود مكان يدى الفرح والسلام بنور سلطع شديد ولامع ولقى الأنبا مكاريوس جاى خطوة خطوة ومسبى فى المجد لابس ثوب سماوى وماسك صليب ألماظ وقال لهذا الشخص شوف المجد إللى أنا فيه أوعى تبكى علىّ تانى أنا فى كنيسة الأبكار ولينا حرية نتجول فى الفردوس ..الشخص قال له هو أنا مُت ؟ أجابه أنت جاى بجسدك أنا طلبت من أجلك إلى الرب يسوع لترى كم من المجد إللى أنا فيه حتى لا تبكى علىّ تانى وقال هذا الشخص للانبا مكاريوس وما كل الألماظ إللى فى الصليب الذى تحمله ؟ إنه يا إبنى رمز للفضائل البساطه والنقاوه والمحبه والإتضاع لقد ظل هذا الشخص بالفردوس 3 ساعات كاملة خلال هذه الفترة فتحوا المتولين لخدمته وعلاجه باب حجرته فلم يجدوه بحثوا عنه فى كل مكان بمنتهى الإستغراب فلم يجدوه. وعلى الرغم من ذلك مرّت على هذا الشخص تلك الساعات التى قضاها فى الفردوس كدقائق قليلة.

أنقر هنا لقراءة كتاب سيرة وحياة المتنيح القديس الأنبا مكاريوس إصدار مطرانية قنا للأقباط الأرثوذكس

لمحة عن حياة القديس الأنبا مكاريوس أسقف قنا :

ولد حلمى “الأنبا مكاريوس” فى قرية فى سوهاج تابعة لمركز دار السلام تسمى أولاد يحيى بحرى فى 10 ديسمبر 1923 ، ذهب إلى دير البراموس فى 7 يونيو 1946 وترهبن فى 21 نوفمبر 1946 باسم الراهب “آدم البراموسى”، سُيم قساً فى 3 أبريل 1950 باسم القس “بولس البراموسى” و فى 19 سبتمبر 1965 سيم أسقفاً لقنا . كانت له قوة أخراج الشياطين وشفاء المرضى ، حتى أن صليبه يخرج الشياطين، وهذا مستمر حتى الآن بعد نياحته . وكان يأتى إليه الطلبه قبل الأمتحانات و يحضروا له الكتب الدراسية، فكان بموهبة الروح القدس يحدد لهم صفحات الأمتحان ثم كان يطلب منهم أن يذاكروا فى المرات القادمة و يعتمدوا على أنفسهم .. كان قوياً فى جهاده، حتى انه كان يصوم لفترات طويلة بدون أكل، ويفطر على عيش و كمون.

لقد أجمع الجميع على أنه كان قديس بمعنى الكلمة، و حدثت العديد من المعجزات التى أثبتت أنه سائحاً، ينتقل بالروح بدون عوائق الجسد ..

وكان كل صاحب ضيق أو موقف فيه خوف أو شدة يلجأ للأنبا مكاريوس ، كان يقول له : المولود من الآب قبل كل الدهور تجسد من السيدة العذراء، وهذا دليل على أنه لا شئ يستعصى على الله فهو قادر على حل كل المشاكل مهماً كانت معقدة و ميئوس من حلها .

وكان دائماً ينصح بترديد مزمور سبحوا الرب يا جميع الأمم و لتباركه كافة الشعوب لأن رحمته قد قويت علينا و حق الرب يدوم إلى الأبد .

تنيح بعد جهاد مُشرف فى 3 فبراير 1991 .

لقد كان أسقفاً .. راعياً .. معلماً .. قديساً .. وسائحاً

بركة صلوات الأنبا مكاريوس تشملنا جميعاً.