أيقونة العذراء العزباوية
تاريخ الأيقونة
لقد كان رؤساء الدير يقيمون ببلدة الطرانه ( بحيره ) حتى إنتقل منها القمص يوحنا الفيومى إلى قريه أتريس التابعة بمركو إمبامه نظراً لوجود أراضى وقف الدير بها.
ولما صار الدير فى عهده يملك بعض العقارات بالقاهرة إختار له مقراً بالدرب الإبراهيمى فى حى الأزبكيه وظل به إلى أن تنيح .
ولما جاء بعده القمص عبد القدوس إستبدله بمنزل فسيح فى حارة درب الجنينه المتفرع من شارع كلوب بك بقرب الكنيسة المرقسيه الكبرى ( الدار البطريركيه ) ودعاها العزبه وهو الإسم الذى كان يطلق على بيت رئيس الدير وما زال يطلق على ذلك الحى عطفة الجنينه حتى اليوم وقد كانت العزباويه ( مقر دير السريان ) بالقاهرة فى المنزل الذى يليها غرب فنقلها إلى مكانها الحالى عام 1908م القمص مكسيموس صليب رئيس الدير كما هو موضح فى الكتابه التى تعلو مدخلها .
وإن أحد رؤساء الدير ولعله القمص يوحنا الفيومى أتى بأيقونه أثريه من الدير للسيدة العذراء مريم ( تسمى أيقونه العجائب ) ووضعها فى مقصورة جميله واشعل أمامها قنديلاً فتوافدت الناس عليها من كل مكان فذاع صيتها وإشتهرت بالست العزباويه وما زال الكثيرون يزورونها ويطلبون معونتها وشفاعتها .
وقيل إن أيقونه العذراء الأثريه هذه إحدى ثلاثة أيقونات قديمه قد رسمها القديس لوقا الإنجيلى ونذكر لك فى إيجاز إحدى المعجزات التى تمت منها .
معجزات العذراء مريم
فى أيام رئاسة القمص فيلوثاؤس السابق لنيافة الأنبا ثاؤفيلس ففى إحدى الأيام وقفت أمام أيقونة السيدة العذراء بالعزباوية عائلة من زوج وزوجته وأولادهم الأربعه وظلوا يصلون بحرارة إلى أن قرب غلق الباب وأمرهم أحدالرهبان بالإنصارف فإمتنعت الزوجة قائله أنا لا أبارح هذا المكان حتى نقضى حاجتى فقد كانت مصابه بمرض السرطان فى ثدييها وقد تحدد لها اليوم التالى لإجراء عمليه إستئصال الثدى ظلت تلك السيده تبكى أنا لا أتركك يا أم النور إعملى إنتى العمليه وإن الرهبان إغلقوا المقصوره عليهم وفى الساعة السادسه والنصف بعد منتصف الليل سمع تهليلاً وأصوات فرح فنزل الرهبان وطلبوا من القمص فيلوثاؤس عمل تمجيد للسيدة العذراء وقد قالت السيدة قصتها: بعد منتصف الليل بساعة تغلب علىَّ النعاس بعد بكاء كثير وشعرت بيد توقظنى وكانوا هم نيام فرأيت سيدة منيرة كالشمس متسربلة بثياب بيضاء وعلى رأسها إكليل مرصع بجواهر ثمينه وتحملها الملائكة فإنزعجت من بهاء المنظر وعندما سألتها قالت لى أنا العذراء أم النور التى تطلبينى بإستمرار وإبنى أرسلنى إليك لأعمل لكى العمليه فمدت يدها ولمست الثدى ورشمت عليه علامة الصليب وهى تقول بإسم الآب والإبن والروح القدس إله واحد آمين.
وإذا بالأورام والقروح تلاشت ولم أرى لها أثر وقالت لى أشكرى فضل إبنى يسوع الذى أنعم عليكى بالشفاء ورنمى مع داود النبى ( باركى يا نفسى الرب ولا تنسى كل حساناته ) وفى الصباح ذهبوا إلى المستشفى وإن الطبيب قال إنها معجزة غريبه والذى يدهشنى أكثر إن الصليب لا يمحى مهما غسل وقد آمنت بحقيقة قوة الله وشفاعة السيدة العذراء .
وتم توزيع مبلغ العملية على الفقراء وصارت هذه السيدة تأتى كل أسبوع لتقدم الشكر لله والتمجيد لأمه الحنونه أمام أيقونتها بالعزباويه.
أيضاً حدثنا القمص أنطونيوس كاهن كنيسة العذراء بتوريل – المنصورة عن معجزات حدثت بالعزباويه بمصر فقال كان إنسان من الروم بمصر يأتى بإستمرار ويصلى أمام مقصورة السيدة العذراء بالعزباوية وذات يوم رأيته يصلى بحرارة شديدة وفى داله عجيبه وإذا به يفك الكرافته التى يلبسها ويربطبها السيخ الذى كان أمام المقصوره بكل شدة ويمضى .
سألت الأب الراهب الذى بالمقصوره ما معنى ذلك فأجابنى إنه يأتى دائماً وله داله مع العذراء بالعزباويه التى دائماً تحل كل مشاكله ولكن اليوم كان يربط العذراء إلى أن تحل له مشكلته إنها داله عجيبه بشفاعة العذراء.
ثم يقول أيضاً حكى لى راهب بالعزباويه ما يلى فى الأربعينات كانت سيده من طائفة الروم تأتى تتضرع أمام مقصورة العذراء العزباويه وتعطينى ريال لأعمل لها تمجيد للعذراء وكان ذلك كل يوم ولما إستفسرت عن سبب بكائها أمام العذراء قالت لى إن إبنى أخذوه فى الجيش الإنجليزى إلى لبنان وكان يرسل لى خطابات وآخر مرة أرسل لىَّ قائلاً إنه مريض بعدها إنقطعت خطاباته لأجل ذلك فأنا أبكى وأتشفع بالعذراء لأجل إبنى وكنت أيضاً أصلى من أجلها وفى اليوم الثالث عشر جاءت فرحه مسرورة وقالت لى أبونا إعمل لى تمجيداً بملغ جنيه ( تمجيد كبير) للعذراء لأن إبنى أرسل لى بأن العذراء ظهرت له وأعطته كوب لبن فشفى لوقته وعندما سألها من أنتى قالت له أنا العذراء العزباويه لقد أرسلتنى أمك بمصر لأجل شفائك .
وما زال البعض من طائفة الروم يأتون كل يوم إثنين من الأسبوع ليعملوا تمجيد أمام مقصورة العذراء .
هناك شخص يدعى أنطون سليمان قال إنه كان فى ضيقه شديدة حتى وصل إلى إكتئاب وضيق شديد ولم يأتى العلاج معه بنتيجه فمضى يتشفع بالعذراء العزباويه بعدها عادت اليه صحته الأولى بل وكان مبتهلاً دائماً وكتب رساله بخط يده وسلمها لرئيس الدير إعترافاً منه بصنيع العذراء العزباويه معه .
وكان يوجد بالعزباويه بئر ماء ( غير مستعمل الآن ) قيل إن العذراء شربت منه أثناء مرورها مع العائلة المقدسه بمصر لذلك فقد باركت هذا المكان . شفاعة أمنا العذراء تكون معنا جميعا.